تستسلم أوراق الأشجار فتسقط هكذا شاءت الأقدار فتتعرى من رونقها، وألقها وتشرّع أغصانها للريح تهزّها، تعنّفها… لكن الأشجار تهزأ بها تبتسم في داخلها حيث تخبّئ قوة الحياة جذورها ثابتة في الأرض لا يقوى شيء على هزّها فالأشجار تعرف أن فصل العواصف...
وعندما تساقطت أوراق الخريف أحدثت نحيباً وعويلا كنت أرمقها بأسى، وأقول في نفسي: “آه! كم كنت جميلة! كنتِ؟! بل ما زلتِ رغم أنك أعددتِ عدة الرحيلِ وتهيّأت للسفر الطويلِ لونك الأصفر كم يغريني فتثمل بالحنين شرايني أرسم بك صوراً تشبه الشهر التشريني...