وقف بلونه العاجي يقول: “أنا هنا” هل رأيت لي في الحسن مثيلا؟ الريش ناعم والقلب أبيض يفيض نقاء جميلا والروض يحلو بغنائي ويرتّل معي الألحان ترتيلا والكون يتبرّج بزخرفه والشمس تتلألأ فيه سراجا تجدّل النور تجديلا فانظر في جمال الخلق وأحسن...
في صباحات تشبه صباحات تشرين، بهمساتها الحزينة، تهز سرّ النفس الدفين، مع تراقص قرص الشمس بين طيّات الغيوم، ورطوبة هواء تبشّر بالخير، وإن كان ما زال بعيداً، وما زال الشجر يشعر بالجفاف الذي يحرق أوراقه، والأرض قاحلة عطشى؛ فشهر آب ما زال أمامه أيام...
غادر وأعالي القمم طموحه تاركاً وراءه عيشة الرخاء التحف الكرامة ومشى يسابقه الكبرياء اليد على الزناد وفي عروقه العز والوفاء ما أعاقه برد ولا ثلج ولا عنف الأشقياء ولا توقّف عند حنين أو دموع أو رجاء أو لذة جمع شمل وما طلب سوى الدعاء إما تحقيق نصر وإما...
كانت تلك الشجرة تحتضنني بأغصانها التي أرخت أطرافها عليّ من كل جانب لتحميني من أي رصد يمكن أن يكشف أمري. التقطت أنفاسي بعد اجتيازي كل تلك المسافة التي تفصلني الآن عن المنطقة المحررة، تارة أهرول بين الشجر، وأخرى أزحف على الشوك. أوزّع نظراتي المتوثّبة...
تسرّب نسيم عليل من نافذة غرفتها، قادم من تلك الهضاب التي تحيط بمسكنهم الريفي، فأيقظها. إنه بيت قديم بني على الطراز الفرنسي، مؤلف من طبقتين يعلو سقفه قرميد أحمر، بينما شرفاته صغيرة ومدوّرة الشكل، تشرف على القرية. في ذلك الصباح الباكر همس النسيم في...
فتح الصباح عينيه على سماء شاحبة، وأجواء يلفّها لون لم يستطع تحديده بين الأبيض والرمادي، لون طغى على كل شيء حتى كأنه لم ير البيوت التي ما زالت ترسخ مكانها، ولا الطرقات التي تغص بحركة كثيفة من العابرين رغم ظهورها للعيان. فقط شيئ واحد استجدّ على رؤيته...