خذ من قلبي هدب الصباح وانثره على تلك الجراح على مهل، بهدوء لا توقظ العاصفة فقد انشغل الوادي بعرس النوار يلملم عن الروابي الأزرار يجمعها في حضنه يلوّنها بريشته يهديها من عرشه فتشعّ الأنوار فلا تطفئ السراج دع النور يملأ المكان وعبّئ منه السلال بالغلال...
مدّ جناحك فوق الجراح فها هو ذا الصبح قد لاح ومواسم الجنى قد هلّت علينا من بيادر الفلاح وجداول الفرح ارتدت عرس السنا بعد الكفاح والبيارق الصفراء توزّعت شموساً تزيّن جبين الصباح يا طائر الإنتصار غرّد وأسمعنا قصائدك المِلاح فالجمع ينتظر والقلوب ترقص...
تسرّب نسيم عليل من نافذة غرفتها، قادم من تلك الهضاب التي تحيط بمسكنهم الريفي، فأيقظها. إنه بيت قديم بني على الطراز الفرنسي، مؤلف من طبقتين يعلو سقفه قرميد أحمر، بينما شرفاته صغيرة ومدوّرة الشكل، تشرف على القرية. في ذلك الصباح الباكر همس النسيم في...
فتح الصباح عينيه على سماء شاحبة، وأجواء يلفّها لون لم يستطع تحديده بين الأبيض والرمادي، لون طغى على كل شيء حتى كأنه لم ير البيوت التي ما زالت ترسخ مكانها، ولا الطرقات التي تغص بحركة كثيفة من العابرين رغم ظهورها للعيان. فقط شيئ واحد استجدّ على رؤيته...