رسائل #الفيس_بوك و#الواتس_آب: انشر.. وقد لا تؤجر!

رسائل #الفيس_بوك و#الواتس_آب: انشر.. وقد لا تؤجر!

 رسائل الفيس بوك والواتس آب: انشر.. وقد لا تؤجر!

 

منذ أن ولدت وسائل التواصل الإجتماعي، وُلدت معها خاصية الرسائل، بحيث مكنت لكل من يريد التواصل مع أي شخص أن يفعل ذلك.

 

وما سأحاول مناقشته الآن هو البريد المغلق عبر الفيس بوك، وما يتعلق ببعض رسائل الواتس آب لاشتراكها في الهدف ذاته.

 

مع الإنتشار المتزايد لهذين التطبيقين بين الناس انتشر نوع من الرسائل يدفع المرء للوقوف أمامه محللا ومنقباً، وكما لكل شيء وجهان: وجه ايجابي ووجه سلبي، كذلك لهذه الرسائل وجه ظاهر ووجه باطن.

 

القمر يحمل وجهاً مضيئاً ووجهاً مظلماً، وكل إنسان في داخله يتصارع الخير والشر، فتزيد نسبة الخير ونسبة الشر وفقاً لدرجة إيمانه وثقافته، وتربيته لذاته التي عبّر عنها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم بالجهاد الأكبر.

 

والراديو والتلفاز والأنترنت وكل وسيلة مخترعة لها وجهها الإيجابي والآخر السلبي، والإنسان هو المتحكّم بذلك من خلال ما يملك من ثقافة ووعي.

 

تأتيك الرسالة ذاتها من عدد من الأشخاص المضافين لديك، ويعد مدة من الزمن تصل إليك الرسالة ذاتها من جديد، إذ عادت لتدور دورتها مرة أخرى، وكأن الزمن متوقف هنا وعند هذه الكلمات، ولأنه كتب في أسفلها “أنشرها تؤجر!” أو “أنشرها وإلا فإن الشيطان قد منعك!” أو غيرها من العبارات التي تصب في ذات المعنى!

 

في الظاهر قد تحمل الرسالة كلاماً دينياً، أو كلام تودّد إلى المرسل إليه، ولكن هذه الرسائل تأسر الناس، وبدافع من الترغيب أو الترهيب يقوم الشخص بإعادة إرسالها.

 

“أرسلها إلى كل القائمة لديك” ونلتنفت إلى كلمة “أمانة”!! “أرسلها إلى عشرة أشخاص أو عشرين..”

 

من خلال الترغيب والترهيب يتحوّل الكثيرون إلى مجرّد منقادين، لا دور لهم سوى تدوير الرسائل وإعادة إرسالها، وبنية حسنة في معظم الأحيان، وكأننا أصبحنا مجتمعاً مسيطراً عليه بالرسائل، ومن يدري الرسائل القادمة كيف ستكون. وكأنه نوع من التنويم المغناطيسي لأفراد المجتمع، لأخذه حيث يريدون. مجتمع مشلول فكرياً، جلّ همه تدوير مثل هذه الرسائل!

 

وقد تأتيك رسالة تبدأ بقسم، وينهيها “أقسمت بأنك سترسلها؟! وكأن مرسل هذه الرسالة يحدد مفهوم القسم؟ وهل هكذا يكون القسم؟ هل يمكن أن نفرض على إنسان أن يقسم بما يريد له الغير حتى وإن كان يؤمن بكلام هذه الرسالة؟ وإذا كان لا يؤمن بكلام الرسالة وأعاد إرسالها، فهل يكون ذلك صادقاً؟ وإذا وصلت مثل هذه الرسائل إلى أشخاص لا يؤمنون بما جاء فيها، ماذا تكون قد فعلت؟ ربما البعض يهزأ، ربما البعض الآخر يسب!

لا يدري أحد ردّة فعل الأشخاص الآخرين بما تفرضه عليهم، لذلك لا بدّ وأن تدار الأمور بالعقل، وقبل القيام بأي تصرف، علينا أن ندرس تبعاته ومن كل الجوانب، ولا ينظر المرء فقط إلى أنني حققت الأجر في هذا الأمر وانتهى! ومن قال إن تدوير هذه الرسائل والإنشغال بها هو المطلوب؟ وهو الطريق للأجر؟ والأمر يحتمل الأجر، ويحتمل الإثم، إذ لا يجوز أن تفرض على الآخرين ما عليهم فعله من خلال عبارات الترغيب والترهيب، ويمكن بكل بساطة إذا أعجبك كلام ما، وأحببت أن تتشارك به مع الأصدقاء، يمكن أن تحذف من الرسالة تلك العبارت، والمرسل إليه حر في أن يرسل لغيره هذا الكلام أو غيره، ولنكفّ عن فعل الأمر “انشر” لكي يعمل الفرد عقله، ويرى ما يقبل وما لا يقبل، ما يريد هو أن ينشره، وما لا يريد.

هي دعوة لإعمال العقل، والابتعاد عن تدوير الرسائل عن طريق الخضوع، كي يكون المجتمع صانعاً لقراراته، يجب أن يكون أفراده من صناع القرار، ولكي لا تذهب الرسائل إلى حيث يجب أن لا تذهب، ولكي لا يبقى الناس العاديون عرضة للتأثر.

فلنحرر إرادتنا، ولنعمل على نشر الوعي والثقافة بطريقة علمية واعية.

ماجدة ريا

عدد الزوار:1674
شارك في النقاش

تابع @majidaraya

Instagram has returned empty data. Please authorize your Instagram account in the plugin settings .

ماجدة ريا

ماجدة ريا


كاتبة من لبنان تكتب القصة القصيرة والمقالات الأدبية والتربوية والسياسية.
من مواليد بلدة تمنين التحتا في سهل البقاع الأوسط عام 1968 . نلت إجازة في الحقوق عام 1993 من الجامعة اللبنانية، كلية الحقوق والعلوم السياسية ـ الفرع الرابع
حاصلة على شهادات من دورات في التربية والتعليم وفقاً للمناهج الحديثة.
عملت في حقل التدريس أحد عشر عاماً.
كتبت العديد من المقالات والقصص القصيرة في جريدة العهد ـ الإنتقاد منذ عام 1996، وكذلك بعض القصص المنشورة في مجلة صدى الجراح ومجلات أخرى في لبنان.
وقد اختيرت العديد من القصص التي كتبتها لنشرها في موسوعة الأدب المقاوم في لبنان.
وكذلك لي مقالات نشرت في مجلة المسار التي تصدر عن جامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان.
أحضر لإصدار مجموعة قصصية تضم عدداً من القصص التي تحكي عن الوطن والأرض.
لي مدوّنتان على الإنترنت إضافة إلى العديد من النشاطات الثقافية والأدبية، ومشاركات واسعة في المنتديات الثقافية على شبكة الإنترنت.