هي صراحة؟! أم وقاحة؟!
سنعيد النظر في الأموال التي ندفعها للأمم المتحدة؟! فنحن لا ندفع الأموال لمن يقول “لا” لقرارات حكومتنا! حتى لو كان رأي العالم كلّه مخالف!! يجب أن يبصم الجميع حتى دون مناقشة.
نوقش قرار ترامب، وعُلّق عليه، ورفض من أغلبية الدول رغم التهديد والوعيد.
سنقطع المساعدات عن الدول التي ترفض القرار!
هكذا بدا أن الولايات المتحدة الأمريكية تقود العالم اليوم، أعطيكَ كسرة خبز، بالمقابل عليك أن تنسى أن لك عقلا، أو إرادة، أو قرارا! عليك أن تنصاع كالأعمى لأي قرار نتخّذه، حتى لو كان القرار مجنوناً من رئيس يطلق عليه صفة الجنون. بلغت به الجرأة أن يضع العالم على فوهة بركان، ويريد للجميع أن يصفّق له!
خاب أمله، لم تنصاع له الدول، ولئن انصاعت فإن رأي شعوب العالم لن ينقاد وراء جنونه وطلبه المستحيل.
يريد أن ينهي الصراع الذي عمره سنوات، بإرهاب العالم. بئس المراد، هذه المسألة لا تقررها الإدارات ولا القرارات، وإنما يقرّرها واقع الأرض، والمواجهات.
طالما أن العدو الصهيوني يخشى من الأطفال، وينفّذ ديمقراطيته المشينة باعتقالهم، فنحن ما نزال أقوياء بأطفالنا، وبإنسانيتنا، رجالاً ونساء، كباراً وصغاراً. نعم نحن أقوياء.
بوجود عهد وأمثالها نحن أقوياء، والعدو الصهيوني سيدرك أي حماقة ارتكبت في مثل هذا القرار، وأنه لا سكون بعد اليوم، ومهما عتا واستعلى وعربد بجبروته فإنه أوهن من بيت العنكبوت، يخيفه طفل أعزل، وحجر وسكين!
على أية حال…. فإن الولايات المتحدة الإمريكية، لم تحصد سوى الخيبة في الأمم المتحدة التي لطالما حاولت استخدامها أداة لسياساتها المشبوهة في العالم، لم تغطّ قرارها، وبدت وحيدة، كدولة مارقة وخارجة على القانون الدولي، كما ربيبتها اسرائيل، وضربت بعرض الحائط الرأي العالمي المخالف، واستنفرت ودعت بالويل والثبور على كل من يخالفها الرأي، وأنها ستعمد إلى تنفيذ مخططاتها دون النظر لأي رأي آخر.
هكذا كانت دائماً، لكن اليوم يبدو الأمر أكثر وضوحاً وجلاء، وبدا أن ديمقراطيتها المزعومة ما هي إلا صورة بائسة تتستر خلفها لتموّه عن أفعالها الشنيعة وسياساتها الظالمة بحق دول العالم.
لا شرعية دولية لقرارها بعد أن رفضته معظم دول العالم، من الغرب والشرق على حد سواء، وما قد تقدم عليه هو خطوة أحادية الجانب، ولن يكون هذا الأمر بالبساطة التي تتصورها، فالأرض ستقول كلمتها، وأصحاب الحق لهم كلمتهم وفعلهم، وكما يقول المثل “صاحب الحق سلطان” و”للباطل جولة وللحق دولة”، وإن غدا لناظره قريب.
ماجدة ريا