صوته الجهوري يقرع زوايا الحارة كل صباح، يجرّ لجام بغلته المدلّلة بكل هدوء، فقد زين اللجام بكل أنواع الشراريب الملونة، وكذلك السرج الذي يغطي ظهرها، كان يبدو منظرها جميلاً بعكس العربة التي ربطت عليها لتحمل أكياس النفايات.
كانت تسمى “الطنبر”، يمر صباحاً ليجمع النفايات من الحي، وكان لا بدّ وأن يُعلم سيّدات المنازل بقدومه، رغم أنّه ربط على عنق بغلته المدللة أحد الأجراس فيرن كلما تحرّكت، إلا أنّ صوته كان يسبقه إلى المكان، وفيه بحة جميلة.
كان يحفظ الكثير من أبيات الميجانا والعتابا اللبنانية، وربما يؤلفها أحياناً، ويلقيها بطريقة محببة، تسبقه ترنيماتها، فتخرج النساء يحملن أكياس النفايات، فيضعها في العربة ويغادر بسلام.
لم تكن الإبتسامة لتفارق ثغره، ويتعامل بكل إلفة ومحبة مع الجميع، والرضا يملأ كيانه، إنه عامل النظافة أيام زمان.
ماجدة ريا