الليل يسابق عتمته في الإنتشار، والقمر يتخفّى وراء الغيوم بخجل، كان بدراً، لكنه آثر عدم الظهور.
نجمة ملونة بشعاع الحياة، تدور حول الغيوم، تحاول إغواءه، لكنّه أصرّ على عناده، بالنسبة له لا شيء يستحق!
الأرض في ذهول، تتشبّث ببارقة الأمل، الطيور آثرت النوم، فأمامها يوم تغريد طويل، كل شيء ساكن، لا يريد أن يتحرك، فالحركة تحتاج إلى ضوء ونور، كل سكن في مخدعه، لا نية لديه بإغواء القمر، ولا بمجابهة العتمة، أو معاتبة الليل، فالاستراحة من فطرة الكائنات، فإما أن تتعب العتمة فتنزاح، أو يبرد الليل فيجذب القمر من تحت الغيوم، أو يستمر السكون حتى ينبلج فجر يوم جديد.
هل تعب الجمع من التحدي فقرّر ممارسة لعبة الاسترخاء؟
هل تآلفوا مع عتمة الوجع إلى حد السكون؟
وماذا لو طال الليل فغدا كليل القطب الشمالي؟
صراخ من هنا أو عويل من هناك لا يجدي، كأن الصوت ارتدى طاقية الإخفاء، فما عاد يصل وما عاد يسمع، قد نحتاج إلى عصا سحرية، يُضرب بها على الغيوم فتتفرق، وتتناثر، ويعود البدر إلى الإشراق من جديد، ليتجدد النور في القلوب، وتنطلق عجلة الحياة.
آه يا وطني!
هل ستأتي ساحرة الليل وتهدينا هذه العصا؟ أم سيبقى صدى أصواتنا مووايل تذروها الريح!
وتستمر ما تسمى بالحياة.
ماجدة ريا _ 3/8/2018
عدد الزوار:2005