لا بدّ من تصحيح الصورة النمطية التي ترسم لشخصية الإمام زين العابدين، علي بن الحسين(ع) السجّاد، بحسب ما قدّمه سماحة الأمين على الدماء والتي فيها ظلم كبير بحقّه، فهو عندما خرج مع أبيه الإمام الحسين (ع) السلام لم يكن مريضاً، أصابه المرض بعد خروجه، وأثناء المعركة (لحكمة إلهية) تمنعه من القتال، كي لا ينقطع نسل هذا الإمام العظيم، وكي لا تخلو الأرض من حجة، وكي يستكمل ثورة أبيه، وهو بعد ذلك تعافى، وكان شخصية قوية واجه الطغاة من ابن زياد إلى يزيد (لعنة الله عليهما) وكان وحيداً، فريداً مع مجموعة من النساء والأطفال من آل محمد (ص) السبايا، وأثبت حجّته عليهم بالقول الحق، فهو القائل لابن زياد “أبالموت تهددني يا ابن الطلقاء, الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة”، هذ الموقف الذي ما زال يتردّد على لسان كل مؤمن يواجه معتدي؛ أما في مجلس يزيد الذي حشد فيه الوجهاء والقادة وعامة الناس للشماتة بأهل بيت النبوة وكان يدعي أنهم من الخوارج، فقد قال الإمام زين العابدين خطبته الشهيرة معرفا عن حسبه ونسبه أمام كل هؤلاء الذين لا يعرفونهم حتى ضج المجلس بالبكاء، وظهرت حقيقة فعلة يزيد.
أما عند عودتهم إلى المدينة، فقد جمع الناس وأخبرهم بما حصل، وظلّ في حركة دائمة طوال عمره الشريف يسعى إلى إظهار حقيقة واقعة كربلاء، ومواجهة طغيان حكم بني أمية وكان عمله أفضل الجهاد وهو “قول كلمة حق في وجه سلطان جائر”.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد لحسين، وعلى أصحاب الحسين سلام، وعلى المستشهدين بين يدي الحسين سلام الله مني إليكم أبدا، ما بقيت وبقي الليل والنهار.
عدد الزوار:10707