الضفدع…
رأت ذلك الضفدع الكبير يقفز أمامها في المستنقع، انتفض قلبها، وتسارعت دقّاته بشكل لا إرادي.
كانت تجلس على إحدى الصخور المتناثرة في تلك البقعة المخضوضرة حيث تجمّعت مياه النبع، فهي عادة شبه يومية، من هنا تراقب عالمها الذي يتجاوز حدود الأفق، زرقة السماء، الأشجار الخضراء، تبدو مختلفة نوعاً ما، ربما هذا في ذهنها فقط، وهي تطل على العالم من هذه النافذة، ربما تكون نافذة أفكارها وحسب!.
فستانها الأخضر الطويل المزركش بالزهور الصغيرة، ينتهي بكشكش يطفطف حولها، ويعكس اخضرار عينيها الشاردتين في سحر الطبيعة.
في تلك اللحظة، خفق قلبها بعنف، لا تدري ما الذي جعل خيالها يُستفزّ إلى هذه الدرجة، وأخرج كل تلك الصور التي قرأت عنها في طفولتها، فحضرت ساندريللا واسكربينتها المفقودة، الساحرة، عربة اليقطين المزخرفة، الأمير…
وقفزة أخرى إلى الجميلة والوحش، وكيف لوحش أن يتحوّل إلى أمير…
الضفدع! هل هو أمير مسحور؟؟
نقيق عال أيقظ خيالها اليافع، والذي ما زال يتغذّى على طيف حكايات مليئة بالسحر، قرأتها صبية بعمر الزهور.
قفزة قوية أحدثت صريراً على بعض الأوراق المتساقطةعلى الأرض، جعلها تنظر إليه فزعة!
“إنه مجرد ضفدع!” _هكذا حدّثت نفسها الطرية_ “لا وجود للسحر! إنّها مجرّد حكايات”
جلس الضفدع قبالتها، يحدّق بها، أو هكذا بدا لها، وعيناها تتراقصان خوفاً وهي تبادله النظرات.
بدت أفكارها مشوشة جداً، وعيناها متجمّدتان، لوهلة لم تكن تدري ماذا تفعل.
ماذا لو قفز باتجاهها؟ يزداد نبض قلبها… حتى باتت تسمع طرقاته.
صوت ينادي من خلفها “ياسمين… ياسمين”
سلخها الصوت من ضجيج أفكارها، فانتفضت واقفة، وهرولت باتجاه الصوت، بعد أن ابتعدت بضع خطوات، وقفت والتفتت إلى الوراء باتجاه الضفدع بحركة لا إرادية، وشاهدته وهو يقفز باتجاه المستنقع من جديد.
أخذت نفساً عميقاً، ومشت بهدوء باتجاه أمّها التي كانت تنتظرها.
ماجدة ريا _ الخميس 4/7/2019
عدد الزوار:2102