هكذا بدت لي!… كتلك السمكة التي وصفها الرحالة الملقّب ب”الناخذة” في كتاباته، سمكة بوجه آدمي، رأيت عيناها المستديرتين تتسعان إلى أعلى، تحدّقان بي، وقد ازداد سواد البؤبؤ المتسع، شعرت بهذا الوجه يقترب، وما لبثت تلك الشفاه ان انفرجت، فانفتحت عن فكّين من الأسنان…
كانت الأسنان رفيعة وطويلة كالأبر التي غرزت جنباً إلى جنب، بل تراصّت على بعضها بشكل مخيف، يكفي أن تلمس بشيء حتى تقضي عليه.
أما جسم السمكة الخارجة من تلك الأسطورة، فلا زال يحمل ذلك الرأس، ولم أكن بحاجة لأنظر إلى الأطراف الأربعة التي تتأرجح من هذا الجسد، إذ تكفي تلك الشفاه وتلك الأسنان لبث الرعب الذي تريد.
جميلة هي تلك المادة، التي تأخذنا إلى الماضي السحيق، وتنبش آثار الأمم، وتعرّفنا إلى الرحالة الخالدين في صلب التاريخ، شيقة ومثيرة، ليست كلّها من وحي الخيال، فقط ما ندر منها، والباقي يحكي تراث وتاريخ تلك الأمم.
وعندما تأمّلت اسئلة الإمتحان، رأيت بعضها يتحوّل إلى أحد “الدناقل”، بكل ما يغطي جسده من إشارات وعلامات للقوة، التي تشير إلى أنّه قتل الكثيرين، لا يهم أين وكيف! قتلهم فقط ليصبح قوياً، هذه هي العادات في هذه القبائل التي سكنت بلاد الحجاز في الزمن القديم، لم تغب عن عيني تلك الأسنان البارزة، حتى يمثل أمام وجهي ذلك السيف المشهور الذي أراد أن يدقّ عنقي، المهم بالنسبة إليه رأس مقطوع، لا يهم لمن أو لماذا، ويبدو أن جميع من جاؤوا من أجل هذه المادة، قد استدركوا هذا الخطر، ففرّوا برؤسهم قبل أن تقطع، ولم يكلّفوا أنفسهم عناء الإنتظار، لم يبق منهم في الغرفة أحد سواي! أنظر إلى السيف المسلط على عنقي، فأميل بمهارة يمنة ويسرة حتى لا يستحكم بي، فأكتب وأشرح عسى أن يفهم هذا الدنقل مرادي، فأنجو … ولكن لا بدّ من الصبر حتى إعلان النتائج!.
ماجدة ريا
8/10/2013
عدد الزوار:2276