ماجدة ريا ـ
انقضى عام من أعمارنا، لا يشبه الأعوام، انقضى تاركاً إرثاً ثقيلاً، من الألم واللوعة والفجيعة على كل المستويات، فالوطن يذبح على أيدي محامي الوهابية، والإرهابيون يعيثون فساداً في الأرض، يتجمعون من كل الأقطار، يصولون ويجولون بإرهابهم، والهدف قتل البشر وتدمير الحجر.
أي فتنة خرجت بثياب الشياطين؟!
أيها العام الجديد، كيف نستقبلك؟ وفي القلب ألف غصة وحرقة، وكربلاء الحسين عليه السلام تستعيد نفسها، ومواجهة الحق والباطل في ذروتها، والدماء الزكية تسيل تروي تراب الأرض العطشى فلا ترتوي، وتطلب المزيد…
جاؤونا من كل حدب وصوب، مكشرين عن أنياب الوحوش، ألم يدروا أننا قوم لا نهاب الموت، والموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة؟ ألم يدروا أننا سنقتلع هذه الوحشية، وأننا سنبيد تعنّتهم وجبروتهم؟
فليأتوا من حيثما شاؤوا، أبطالنا الشجعان سيلقنونهم درساً جديداً من دروس كربلاء، كيف ينتصر الدم على السيف، وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله تعالى، فليجتمعوا من كل الدول، وليأتوا بالآلاف المؤلفة، فأبطالنا الشجعان لهم بالمرصاد، يذيقونهم شتى ألوان العذاب، وشهداؤنا نحتسبهم عند الله، ونقول لكل واحد منهم، في أمان الله يا شهيد الله، يا حبيب الله، نم قرير العين، فأخوانك ليوث الوغى، وأبطال ساحات الشرف مستمرون حتى نيل إحدى الحسنيين، إما النصر وإما الشهادة، فمن استشهد ارتحل إلى ربه راضياً مرضيا، ومن بقي سيكمل المسير، حتى ينجز الله وعده، فمن ينصر الله ينصره ويثبت أقدامه، فالنصر آت بإذن الله، فليكد هؤلاء كيدهم، وليسعوا سعيهم، فهم والله لن يميتوا الوحي، ولن يدمروا سوى أنفسهم الطاغية، وتبقى العزة والحياة لمن نصر الله.