موقع إنباء الإخباري ـ
ماجدة ريا:
هل يسير البلد بتعقيداته واعوجاجاته نحو المجهول؟
يوماً بعد يوم تنجلي أمور وتتكشّف حقائق، والغبار الأسود يخنق السماء، يحتاج لمن يجليه ويكشفه ويعيد الصفاء إلى النفوس والأذهان.
التحركات تتوسع، و”الجرأة” تتمادى في بعض النفوس المريضة التي ظنّت في لحظة من اللحظات أن لها هيئة وكيان، فصدحت الحناجر، ورفعت الصوت تطالب الإرهاب بأن يحميها، ونسيت أو تناست من هي ومن تكون!
ويأتيهم من يجيبهم مقدّما نفسه القائد المنقذ! أبو مالك التلي (أمير جبهة النصرة) يقول مهدداً متوعّداً أن “الحرب تلوح ولدينا مجاهدون بالآلاف في كل لبنان ينتظرون الإذن للمعركة”، وأن “معركة الجبهة مع حزب الله لم تعد مقتصرة على الحدود والجبال”!
عجباً لغراب يقف على غصن عند طلوع الشمس ويرى ظلّه طويلاً طويلاً… فظنّ أن له حجماً يُرى! ونعق بصوته فظنّ أنّه أخاف! لكنّه مجرّد غراب.
إلامَ يستند هذا الناعق المبشّر بالخراب؟! إلى بطولاته في القصير؟! أم في القلمون؟ أم إلى فئرانه التي تفرّ أمام أبطال المقاومة مذعورة؟
… لعله يستند إلى الآلاف التي يتحدّث عنها وقد جنّدها خلسة، أو دخلت إلى لبنان هاربة من ميدان المواجهة! ونحن نقول: كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة، فلا ينبغي الفرح بأعداد واهية، شيمتها الغدر والبطش البائس.
لا، ربما هو يستند إلى ما قد ظنّه حقيقة إذ تابع يقول: “إننا استطعنا اختراق الأطواق الأمنية في كل المناطق في لبنان”. أيضاً لا ينبغي له أن يعيش في وهم كبير، لأن هذه الأطواق ستخنقه وتخنق من معه عند أول احتكاك، إنّها الأطواق التي أذّلت العدو الصهيوني أيّها المغفّل، إنّها الأطواق العصية التي تحرق كل من يقترب منها، إنها الأطواق التي تشمخ عزة ونصراً والتاريخ يشهد لها!
إنها تهديدات لا ترهبنا، بل ننظر إليها بقول حكيم يقول : كثير الصراخ لا يفعل! وينطبق عليها المثل القائل: “ما بيقرقع بالدست إلاّ كل كرعوني”.
عدد الزوار:2607