موقع إنباء الإخباري ـ
ماجدة ريا:
أي كاريزما تتمتع بها أيها السيد العظيم! من حركة اليد إلى تعابير الوجه، بكل ما يحمل من صدق وإباء تترافق مع كل كلمة تقولها. وكم يحتاج العالم من الوقت كي يستوعب كل ذلك.
تنزل الكلمات على قلوبنا برداً وسلاماً، كالدفء الذي يحمينا في ليلة باردة، كالنور الذي يضيء عتمة الليل، كالحلم الذي يرفعنا لنحلّق عالياً في فضاءات العزة والكرامة، والمجد والإنتصار.
ولكن ماذا عن المتربصين بالمقاومة؟
قد نستطيع أن نتخيّل الرعب في قلوبهم وعيونهم لدى سماعك، سيقفون طويلاً، مشدوهين، فاغري الفاه أمام خطابك، وسيدققون في كل حرف، وفي كل حركة. إنه الخطاب الذي يزلزل العروش، والذي يضع الحركات على الكلمات، والنقاط على الحروف، فلا تشويش، ولا زيغ، إنّه الصدق بعينه.
هو صدق الكلمة المترافق مع صدق القول، يرفعنا إلى عالم مترفّع عن كل ما قد يقال، عن كل ذلك الفجور الإعلامي الذي يمارسه البعض في حق المقاومة، في مثل هذه اللحظات، إنهم معدومو الوجود، مسحوقون، منهزمون بحدّ الحرف والكلمة القاطعة، التي لا تترك مجالاً لأي التباس، بعد أن أرعبهم الفعل المقتدر لبواسل المقاومة، وباتوا مسودّي الوجوه، ينفثون سمومهم كيفما اتفق.
ها نحن هنا، وها هي المقاومة، تنمو، تكبر، بفعلها، بقولها، بوجودها، بسموها، بأبطالها، بدمائها، إنها تصبح بحجم الوجود، بل أكبر من ذلك، إنها بحجم دماء طاهرة زكية تتمدّد إلى العالم الآخر لتكون الدرع الحامي، التي تنشر بركاتها في كل مكان، وتظلّلنا برحمة الرحمان.
نعم، هو الآن إعلان صريح، أن المقاومة فكّت قواعد الإشتباك، ولم تعد تعنيها، وهي الآن التي تحدّد قواعد اللعبة، وشروطها، وهي الحاكمة الحكيمة التي تدير ساحة النزال.
كانت وستبقى عزيزة بعزة كربلاء، وعزة “هيهات منا الذلة”، وإذا كانت في الماضي تردّ الإعتداء، فهي اليوم لا تردّه وحسب، بل تردّ الصاع صاعين، و”مستعدون للذهاب حتى النهايات”.
فليحلّل من يريد أن يحلّل، وليقرأ في السطور، وبين السطور، وعلى جوانبها، وهوامشها. إن العود يشتد، والشجرة المباركة تتطاول بفرعها نحو السماء، ببركة الدماء التي ترويها عزاً وكرامة وشموخا.
اليوم تزغرد الدماء فرحاً، كما زغردت بالأمس، ويتكامل الفعل بالقول، لتخطّ بذلك ناموس الحياة.
(الصورة من رسم الزميل الصديق عبد الحليم حمود)
عدد الزوار:2214