قد يبدو الجو الماطر في فصل الخريف أمراً طبيعياً، لكنه يبقى مثيراً للمشاعر، عندما تتساقط قطرات المطر بهدوء في جو رمادي شاحب اللون، والأرض تستجيب مسرعة لاحتضانها، فتزودنا بعطرها الجميل، نملأ منها الرئتين ولا نكتفي، وتسرقنا من ذواتنا إلى دروب الحنين، تشدنا أحياناً لنمشي تحتها دون مظلّة، ونتركها تتساقط علينا، ربما تغسل فينا أوجاعنا، وتنقلنا إلى عوالم غير عالمنا، حيث الإنطلاق إلى اللامحدود، فنحلق مع الغيوم وفي ذرّات الماء، ويتشرّد الهواء الضائع على وجناتنا، يناجينا بكل محبة وصفاء.
ماجدة ريا
عدد الزوار:2337