كلما نظرت إلى وجهها الصبوح الذي أرهقته الأيام بثقلها، رأيت عينيها تتحدّثان عنه، كأنّه ما غاب عنها كل تلك السنين.
جلست معها ذات مرة، كان الحديث عن الشهداء، وبدأت تتحدّث عنه مذ كان طفلا إلى أن كبر، وكل ما كان يشغلني حينها ذاك الشغف الذي يتحدّث فيه العاشق عن معشوقه، كأنّها تتلذّذ بلفظ كل كلمة، فهو لا زال يعيش في داخلها، لم يطوِ ذكراه الموت، ولم يغيّر حبها له وشغفها فيه كل ذلك الغياب!
ومن قال أنّه غاب؟ وهل الشهداء يموتون؟ بل هم أحياء فينا، وأكثر من يستشعر حياتهم ، هنّ تلك الأمهات الفاقدات، حيث تبقى حياتهن في كل تلك الذكريات.
ماجدة ريا
عدد الزوار:1902