من لون الأبجدية خرجت حروف تناديني، تسألني أين أنت؟
وقفت، صمتّ، حرت في حروفي من أين أمسك بها؟
هي لي، قد غزلت من الشمس معطفها، وتاهت في محطّات النور تبحث عن مشكاة تألفها، والنور عابث، ضائع في المكان، منتشر هنا وهناك، يلفّ في الزوايا، علّه يعثر على الكنوز المخبّأة، فيفتح خزائنها برشفة من ضياء.
جاءت براعم الربيع مصغية، تحاول أن تسترق السمع، فيشوّش على سمعها غناء عصفور هنا، وتغريد بلبل هناك، واشرأب العشب الأخضر بعنقه يسأل ما الخطب؟
ابتسمت الغيمة البيضاء، وتناغت مع العشب الأخضر بحديث طويل…
ها هي الأرض تبدّل ثوبها، وتحمل كل ما هو جميل، وها هي الشمس توزّع الدفء بأكواب من نور، تظلّلها السماء الصافية، زرقة تبعث على السرور.
هدوء مطرّز بأرواح الشهداء، حيثما وليت وجهك يتعطّر بأريج المسك والعنبر، وقد توزّعوا في حنايا الوطن، يحضنهم بعطف الأم الحنون، فينتشر الأمل براقاً، ويعمّ الضياء.
ماجدة ريا