في صباحات تشبه صباحات تشرين، بهمساتها الحزينة، تهز سرّ النفس الدفين، مع تراقص قرص الشمس بين طيّات الغيوم، ورطوبة هواء تبشّر بالخير، وإن كان ما زال بعيداً، وما زال الشجر يشعر بالجفاف الذي يحرق أوراقه، والأرض قاحلة عطشى؛
فشهر آب ما زال أمامه أيام لكي ينصرم، وحرارته اللاهبة تعلمك أنّك ما زلت في منتصف الصيف، وإن دغدغت أحاسيسك نسمات الصباح، ونقلتك على أجنحتها.. لا تعرف إلى أين؟ أهو حزن العبور عبر السنين، والالتفاف بين طيّات الزّمن؟ أم فرح النور الذي يخترق رقاقات الغيم ليصل إليك؟!
أهو صراع الحياة والموت يتجسد في آن، أهي غربة عن عالم الإنسان؟
أم هو الإنسان يستشعر عجزه أمام تجلّيات الخالق؟
لا تتشابه الصباحات، كما لا تتشابه الأوقات، فسماء اليوم غير سماء الأمس، حتى الأرض والشجر والزهر.. حتى الغيم في السماء؛ فكل لحظة عالم بحد ذاتها بما تحمل من مشاعر وأحاسيس تنطلق بك نحو عوالم غريبة، تخبرك أن حدود الكون ليست هنا! وأن هذه الروح يمكن أن تحلّق في أي مكان، ويمكن أن تخترق الزمن.
ماجدة ريا _ 25/8/2016