جمعت الألوان في قوارير زجاجية، وطلبت منهم المكوث في صمت.
الليل هادىء، ألوانه مبعثرة في الروح، ها هي امتطت جوادها تدور وتصهل، وتجتاز المسافات، تحلّق في مختلف الفضاءات، وتعود لتتفقد الزجاجات؛ إنّها تشعّ وميضاً يتسرّب في مسامات الجلد، يلمس المهجة ويهز كل الكيان.
ما نفع الحياة بلا ألوان؟!
استرقت الروح إليّ نظرة عتاب، فوجدتني أهيم معها حيث تهيم، غافلتني، وخلطت ألوان الزجاجات، فتشابكت ألوانها نضّاحة بالحياة، مزيج لا يألفه الزمان، يعبر في اللا شيء، يحيله إلى بركان.
ابتسمت، ابتسامة من وجع الإنصهار، وأخذت أغربل المشهد من الشوائب..
كل الألوان جميلة، لكن في مقلة العين تتراقص كحوريات، بلوريات، خارقات… يسبحن في فضاء لا متناه، يعتمرن الحلم، ينشدن لحن الحياة.
ماجدة ريا